خالتي التي بدلت حياتي

قرأنا في تاريخنا عن “أحداث جسيمة” مثل “اختراع الكتابة” و”فتح القسطنطينية” و”سقوط الأندلس” وأحداث “11 أيلول”…. ورأينا كيف أدت هذه الأحداث إلى “منعطفات كبيرة” على الصعيد العالمي فتغير التاريخ بعدها وتبدل حال الدنيا وأوضاع الناس تغيراً جذرياً…

وكما يحدث هذا على مستوى العالم فإنه وفي حياة كل إنسان “منعطفات كبيرة” كهذه تبدل حياته وتقلبها رأساً على عقب في لحظة واحدة.

وهذا “المنعطف” صار معي، وتغيرت حياتي فجأة وبلا مقدمات!

وكان هذا قبل 30 سنة حين قتلوا خالتي في ألمانيا، وتغير كل شيء من حولي…..

حكاية حقيقية واقعية نشرتها لي مجلة “الأسرة” ووضعت رابطها على صفحتي، وزالوا يسألونني عنها، فهل أنشرها هنا على حلقات؟

وكنت -قبل ثلاثين عاماً- أعيش في “دمشق” مع أمي وأختيّ، أنا وأمي نَدرس في جامعة دمشق (هي تحضر للدبلوم وأنا في “الأدب الانكليزي”)، وأختيّ في المدرسة وكل منا تعمل على تحقيق بعض الإنجازات المفيدة ولدينا ارتباطات على مدار الأسبوع.

وحياتنا وادعة مستقرة، وحولنا كثير من الأقرباء والصديقات المتميزات اللاتي يوجدن البهجة ويزدن المتعة، وبيتنا عامر بالحياة، والناس تدق بابنا في كل وقت، وهاتفنا يرن على مدار اليوم، فأمي لا ترد زائرة ولا تصد سائلة وتسعد بإطعام الطعام وإفشاء السلام وإغاثة الملهوف وبذل المعروف… هكذا كانت حياتنا.

وذات يوم كنا في سرور وحبور نأكل ونتحدث ونشاهد التلفزيون، فدق جرس الباب وجاءتنا زائرة ومعها نبأ قتل خالتي… وعلى الفور عفنا الطعام وانقلبنا من الضحك إلى البكاء، وتركنا التلفاز وفتحنا الراديو لنسمع الخبر من الإذاعات المعتبرة… وخلال ثلاثة أيام رفعنا السجاد وتصدقنا بالطعام، وجمعنا كل الأثاث على جنب وغلفنا بالنايلون، ورتبنا شنطنا وهاجرنا وأصبح بيتنا العامر ساكناً موحشاً وملفوفاً بالأكفان، وغادرنا تلك الحياة الغنية الصاخبة إلى حياة تختلف عنها تمام الاختلاف، ووصلنا إلى بلد شديد الحرارة وإلى حياة هادئة رتيبة وإلى بيت فارغ ليس فيه أثاث حتى يكون فيه طعام، ولا نعرف إلا القليل من الناس فذقنا طعم الوحدة، وعشنا مشاعر السجناء فقد كتبت علينا الإقامة الإجبارية في البيت لأنه لا أب لنا ولا أخ ولا ابن ليقود السيارة، وبقيت وأختيّ مدة بلا دراسة، وما عاد أحد يدق بابنا، وصرنا نحتاج إلى الضرورات فلا نجد من يحضرها لنا وقد نبقى بلا خبز ولا حليب يوماً أو يومين… لقد عشنا فروقات كثيرة وشديدة التباين بين الحالين.

لقد استعمل القاتل خمس رصاصات وأطلقها في خمس ثوان وتكلف ناقل النبأ النطق بثلاث كلمات فقط: “قتلت بنان الطنطاوي” واستغرق خمس ثوان ليتلوه على مسامعنا… ولكنها كانت كافية لتقلب حياتنا وتبدل مسارها كلياً.

وهكذا قلب “قتل خالتي” حياتي، بل قلب حياة أسرتي الصغيرة كلها وبدلها تبديلاً كاملاً، فصارت الفاجعة فاجعتين (فراق الخالة وفراق الأهل والوطن), فمن هي خالتي؟

خالتي اسمها “بنان الطنطاوي” ولدت عام 1943 وهي الابنة “الثانية” للشيخ علي الطنطاوي ولها أربع أخوات ولا إخوة، ولدت ونشأت في دمشق وتركت المدرسة وهي ما تزال صغيرة لتتزوج، وأنجبت “هادية” الغالية و”أيمن” الذي شاركنا طفولتنا السعيدة

ثم تغيرت ظروف البلد فهاجرت.

ولسفرها قصة فيها عبرة : إذ كانت خالتي بنان تحب دمشق بجنون واشترطت لزواجها “السكنى في الشام”، واختارت من بين الخطاب الأستاذ عصام العطار لمنزلته ومكانته ، وعاشت معه في دمشق (كما تمنت)، وسكنت بيتاً قريباً من أهلها مما زاد في حبورها وسرورها، ومرت أربعة أعوام، أرادت خلاله أمراً ثم قدر الله لها أمراً آخر، فحوصر زوجها سياسياً، وخرجت خالتي ذات يوم من سورية برفقة زوجها ولم تعد، وبقي ولداها، وبصعوبة بالغة رتبوا لإخراجهم ليلتحقوا بها.

وسكنت مدة في عمان ثم بيروت، وبعد سلسلة من الهجرات استقرت في آخن في ألمانيا الغربية، فكان لخير وبركة وأصبح لها أثر كبير في الدعوة

وكانت خلال ذلك صابرة محتسبة تتحمل عبء الانتقال من مكان إلى مكان ومن لغة إلى لغة وتتصبر عن البعد عن أهلها وبلدها (رغم تأجج عواطفها وشدة شوقها)

وكنا نبادلها هذه المشاعر وكانت أسعد الصيفيات تلك التي تشاركنا فيها هي وأولاوها فيجمعنا جدي كلنا في لقاءات ممتعة ومفيدة خلدت بعضها في ذاكرتي وبعضها الآخر في كتابي “هكذا ربانا جدي”.

استقرت خالتي “بنان الطنطاوي” وتعلمت اللغة الألمانية بسرعة وإتقان، وساهمت في العمل النسائي والدعوة إلى الله، وكانت تلقي الدروس وتشارك مع زوجها في المؤتمرات وتسافر في أنحاء أوربا فتعرفت على العالم واكتسب خبرة جيدة في التعامل مع الناس، وتعلمت كيف تخفي مشاعرها وكيف تحتفظ بأسرارها لنفسها، ولشدة عاطفتها ولتأثرها بغربتها كانت تحن على كل مغتربة وتواسيها وتساعدها في التأقلم مع الحياة الجديدة، وقد تقدم بيتها أو طعامها أو ملابسها لكل محتاج، فكثر محبوها وكسبت ثقة من حولها.

وبقيت خالتي تحلم بالعودة إلى دمشق وبقينا نتلهف لرؤيتها بيننا، ودام حرمانها 13 سنة ثم زارتها في صيفي (1977 و1978) وكان حدثاً مميزاً مبهجاً، وازدحم مطار دمشق بمحبيها إذ خرج كل معارفها لاستقبالها، وكم كنت فخورة بذاك الاحتفاء بخالتي.

وقضت خالتي بنان وأولادها أياماً رائعة بيننا في دمشق، وكانت الزيارتان مميزتين لنا جميعاً ومن أجمل وأغنى أيامنا معها، وزرات كل المناطق القديمة التي طالما حنت إليها، وتعرف أيمن وهادية لأول مرة على وطنهم… ثم غادرتنا ولم نرها بعدها أبداً. وأذكر بوضوح “أننا تحدثنا عن الموت في إحدى سهراتنا الأخيرة تلك” فقالت بحزن: “إذا ممكن: أنا أكره الفراق فلا تتحدثن أمامي عن الموت… ولأني أكره الفراق سأموت أنا أول واحدة”… وهذا ما كان…

أحببت خالتي وتعرفت عليها جيداً وكونت ذكريات غنية عنها… على قلة ما رأيتها! وساهم في بعدها عنا حرصها على ملازمة زوجها فلا تكاد تتركه إلا أسبوعين فقط وفي كل سنتين مرة (ترانا فيهما) ثم تعود إليه وإلى غربتها، على أنها ومن خلال هذه الفترة البسيطة التي تمكثها بيننا استطاعت الدخول إلى قلوبنا بابتسامتها الساحرة فلا يكاد المرء ينظر إليها حتى تسارع إلى الابتسام فوراً ولا يمنعها الألم ولا الحزن ولا النعاس ولا الغيظ من الابتسام حتى لهممنا بأن نسميها خالتي ابتسام بدلاً من خالتي بنان. كما اقترح بعضنا تسميتها خالتي “لطيفة” لحرصها على مشاعر الجميع، وهي تتصرف بذوق ولباقة، وتحسن القول وتجود بالثناء، فتركت أثراً طيباً بيننا.

وخالتي كريمة لدرجة عجيبة حتى إني لأخشى أن أقول لها: “حذاؤك مريح، أو عقدك جميل” خوفاً من “طبعها الكريم”، إذ إنها وفي بعض المرات تخلع الحذاء أو العقد، أو أي شيء أبدى (من تحبه) إعجاباً به وتهبه له ساعة انصرافها!

وبنان الطنطاوي -رحمها الله- امرأة مضحية ومؤثرة تترك نومها وطعامها ومتعتها لتسعد الآخرين، وبدأت بإيثار عائلتها الصغيرة فهي تسهر على راحتهم بطريقة تدعو للدهشة وقد تصل الليل بالنهار وتسوق لمسافات طويلة لترضيهم، وتخرج وهي مريضة إلى السوق أو البقالة لتحضر لهم ما يشتهونه (ولو كان شيئاً كمالياً)، بل لم يكن لها الحق بالمرض فالمسؤوليات الكثيرة تمنعها منه، ويدفعها إيثارها لتخفي مرضها وترعاهم وهم أصحاء أقوياء. وكانت تسبق زوجها إلى ركوب السيارة ويقف هو ينتظرها بعيداً لتتأكد أنها خالية من قنبلة مدسوسة (وقد ذكره زوجها الأستاذ عصام العطار) فهي مستعدة لفداء عائلتها بروحها….. وقد فعلت

وهي الإنسانة المتفائلة دائماً، وإن هزت الظروف اطمئنانها في بعض الأوقات العصيبة. وتتظاهر بالتجلد والقوة (ولو كانت في أشد حالات الضعف، وكَمْ مرت بذلك)

وهي امرأة وفية أحبت زوجها فتفانت في رعايته، وكانت تقدمه على نفسها وتسعد بصحبته، ورحبت بالاغتراب والبعد عن الأهل لتكون برفقته، وساندته في عمله بالدعوة وحملت عنه ما يمكنها حمله، ووفرت له الجو الهادئ للكتابة، وتولت عنه كل الواجبات الثقيلة ليتفرغ للدعوة. وكانت صديقة صدوقة تشاركه همومه وأفكاره.

وفوق كل هذا أدارت بيتها بنجاح وكانت طباخة ماهرة وخلال ساعتين تعد مائدة متعددة الأصناف.

واستطاعت خالتي أن تكون لابنتها أماً وأختاً ورفيقة وفية وناصحة أمينة، ولم أر في حياتي أبداً (وقد قاربت الخمسين) أماً أحبت ابنتها ورعتها ودللتها كما فعلت خالتي مع ابنتها، فهادية متميزة دائماً بين أقرانها

هكذا عرفت خالتي، وطالما انتظرنا حضورها وبكينا ونحن نفارقها، وعشنا الفراق مراراً وتكراراً على أننا ما عرفنا الموت في عائلتنا المقربة ولم يمت لي قريب مقرب أبداً ولم أتلوع على أحد، حتى بلغت الثامنة عشر، وفي ذلك اليوم الذي لا أنسى تفاصيله:

يوم ثلاثاء 17 آذار من عام 1981، يوم مكتظ ومليء بالواجبات فلم أسمع الأخبار التي أسمعها يومياً ومن ثلاث إذاعات أجنبية عند الظهيرة !! فيا سبحان الله

ورجعت وأمي للبيت وقد قاربت الساعة على السابعة مساء، كنا في غاية الإرهاق وبينما كنا نأكل ونضحك ونسرد ما حدث معنا في يومنا الطويل الحافل وإذا بالباب يدق، وليس هذا غريباً علينا فالناس تدق بابنا في كل وقت، وأمي امرأة اجتماعية ومحبوبة جداً، وفتحنا الباب ودخلت من الباب خالة هند عطار (أخت زوج خالتي)، كانت تزور أمي دائماً وبينهما علاقة حلوة ومتينة، ولكن الغرابة في شكلها إذ بدت قلقة وزائغة النظرات، دعتها أمي للجلوس لكنها ظلت تلاحقني أذهب إلى المطبخ فأراها خلفي وإلى غرفتي فأراها معي! وتسألها أمي: “ما بك” فتقول: “أريد عابدة!” وأستغرب أنا وأتساءل في سري “ماذا تريد مني وهي تكبر أمي ببضع سنين ولم يسبق أن كلمتني على انفراد”!، فلما ألحت عليها أمي قالت: “اقتحموا بيت بنان” فسألتها أمي: “وأبو أيمن؟”، فقالت: “بالغلط أصيبت بنان بطلق ناري وهي في المشفى”.

واختلجت أمي وأدرنا المذياع وسمعناه يقول: “فأرداها قتيلة على الفور، وللعلم فالقتيلة هي ابنة الشيخ علي الطنطاوي”…. وذهلنا وارتجفنا وانهمرت دموعنا غزيرة، ولم تصدق أمي المذيع وصدقت هنداً، وبدأت الصديقات المقربات بالتوافد علينا، وحاولت أمي الاتصال بألمانيا فردت عليها أصوات غريبة بلغة غير مفهومة، وانتصف الليل وذهب الناس ودخلت أمي لتنام ولم يغمض لها جفن وقضت الليل جالسة في الفراش تدعو أن تكون خالتي في المشفى وتخرج معافاة سليمة. ولكننا صحونا في اليوم التالي لنرى جنازتها.

وشرحوا لنا فيما بعد كيف تم الأمر :

أرسل “النظام السوري” مجموعة من القتلة (ولم نعلم إلى الآن “هل أُرسلوا لقتل زوجها عصام العطار فأخطؤوا بقتلها؟ أم جاؤوا لأجلها؟” وإن صرح مسؤول سوري فيما بعد: “نحن لم نقتل عصام العطار كما أردنا ولكننا أصبناه في مقتل.. لقد قطعنا بقتل زوجته بنان يده ورجله ولن يستطيع بعدها أن يتحرك كما يتحرك وأن يعمل كما يعمل”)، وقد أصابوا فلخالتي مكانة عظيمة في حياة زوجها.

نعود إلى القصة: علم زوج خالتي بأمر القتلة فترك البيت وذهب بعيداً، وبقيت خالتي

وحدها في المكان الخطر، وكانت في حالة نفسية سيئة جداً فالضغط كبير عليها وزوجها معرض لخطر حقيقي، وهي في غربتها ولا سند لها، واتصلت بجدي تستمد منه الطمأنية وتشكو بثها وحزنها

وحدثنا جدي بهذه الواقعة (أكثر من مرة) وصوته يتهدج… وفي كل مرة كنت أتأثر كثيراً،

قال:

“اتصلت بي بنان قبل وفاتها بساعة واحدة فقط، وشعرت بخوفها وقلقها، (وكيف لا يشعر وهي بضعة منه وهو الأب الحنون)، فحذرتها من البقاء بالبيت وطلبت منها المغادرة إلى حيث زوجها، فلما رأت قلقي، برز طبعها الرقيق فطمأنتني (رغم قلقها) بأن باب البناء مقفل ولا يمكن فتحه…. وطلبت منه الرضا عنها والدعاء لها، ” ويصمت جدي ويمسح دمعه، وهو يقول بأنه “إنه قدرها”

وفي الساعة السادسة صباحاً وبعد ذهاب أيمن إلى المدرسة كانت خالتي وحيدة حزينة قد جفاها النوم واستبد بها القلق (وهي تقيل في مثل هذا الوقت) … وصل المسلحون إلى بيتها، وطلبوا من الجارة (التي تصادف وجودها أسفل البناء) وتحت تهديد السلاح الوقوف أمام الكاميرا الموجودة خارجاً ودقوا الباب الرئيسي السفلي للبناء، نظرت خالتي واطمأنت لما رأت جارتها وفتحت لها، وصعد المسلحون إلى الشقة إلى الطابق الثالث حيت تسكن، ولما فتحت الباب بادروها على الفور بإطلاق خمس رصاصات في الرأس والصدر والرقبة وسقطت ميتة على الفور، ويقول جدي في مذكراته أن أحدهم داس عليها بقدمه ليتأكد من موتها، ثم هربوا وتركوها مضرجة بدمائها (وتوفيت عند السابعة صباحاً ولم نعلم نحن في الشام بالنبأ حتى السابعة مساء).

وسرعان ما وصلت الشرطة إلى منزل خالتي واستدعوا زوجها (قالوا لنا أنهم أتوا به أولا إلى المخفر ليمهدوا له ثم للبيت؟!

ولكن الذي أعرفه ومتأكدة منه أن ابن خالتي كان في المدرسة، وأذكر بوضوح تام كيف جاء أيمن إلى “جدة” وحكى لي ولأمي وأختي “قصة تلك الفاجعة” “في إحدى السهرات الهادئة وقصته حفرت في ذاكرتي وجرحت قلبي وأبكتني:

كان في الحصة في المدرسة ورأى المروحيات تطير فوق صفه ولم يكن منظرها مألوفاً أبداً، فلا تحلق في الجو إلا لأمر جلل (حريق…. )، وكان ابن خالتي يتمتع بحس عال للدعابة، فأخذ يعلق على طيران المروحيات ويقترح تفسيراً طريفاُ لوجودها وأصدقاؤه يضحكون، ومرت دقائق ودخل رسول المدير إلى الصف واستدعى أيمن… فوجل وظن أنه سيتعرض لعقاب بسبب تعليقاته، ولم يخطر بباله ما الذي ينتظره… ولا كان يخطر ببال أحد منا

والمؤلم أنه قال “وفكرت بأمي وخشيت من إزعاجها حين توقع أن سلوكه الطريف البريء قد يتسبب باستدعائها إلى المدرسة”،

وخرج أيمن إلى المدير ولكنه بدا هادئاً واستقبله في مكتبه استقبالاً حلواً، وأيمن في أشد حالات الدهشة والترقب… ولم يلبث أن بلّغه “خبر أمه”، ثم سمح له بمغادرة المدرسة و(الدوام ما يزال في أوله)، بل وحسبما أذكر فإنه أكرمه وأوصله بإحدى الطرق (سيارة أو مروحية) إلى باب بيته.

أما هادية فكانت تسكن مع زوجها في بلد يبعد ساعتين عن آخن، ولا أدري كيف وصلها الخبر، أتذكر أنهم أخبروا زوجها وهو الذي تولى إخبارها ثم حضرا على الفور.

هذه أول مأساة في حياتي “فقد خالتي”، فرد مهم من العائلة تركنا ورحل ولأول مرة

يقترب منا الموت ويؤلمنا، وكانت فاجعة كبيرة عانينا منها كلنا وتكدرت حياتنا، وخالتي ليست أي فرد، فهي متميزة وأروعه أنها تشبه أمي في خلقها وخلقها (مما زاد في حبي لها ولوعتي عليها).

وإني أتساءل دوماً إن كانت حياتي قد تغيرت إلى هذه الدرجة فما حال زوجها عمو عصام وما حال هادية وكيف هي حياة أيمن بعد الفاجعة؟ على أني لم أجرؤ على السؤال.

4 responses to “خالتي التي بدلت حياتي

  1. والله الذى لا اله الا هو .. لقد رجف قلبى وكأنها منى رحمها الله
    شرفت جدا بكم ذرية طيبة بعضها من بعض واعدك ان ادعو الله لها قدر ماشاء الله لى

  2. رحمه الله عليهم

  3. رحمه الله عليهم واسكنهم جنه الفردوس الاعلى عائله كريمه من اصل كريم …والله لقد تربينا من كلمات الشيخ الطنطاوي رحمه الله عليه وانهلنا من علمه وخلقه الكريم …فكيف ستكون حال عائلته الطيبه ….اللهم ارحمها واغفر لها ولكل امواتنا المسلمين والمسلمات ….
    وانها لقصه عظيمه لانسانه تركت بصمتها في هذه الدنيا ….ستبقى في القلوب دائما .

  4. رحمة الله عليها أبكتنى من قلبى وتأثرت بقصتها فأنا خاله وأتمنى أن أكون ذك
    رى جميله فى حياة أقاربى

أضف تعليق